فـصـاحـة و بـلاغـة "

أول مــن ادعى النبـوة من النســاء
كانت أميـرة قبيلة تميم تدعـى "سجاح"
وطبعا هي ادعت النـبوة وتبعها بنو عمها وقومهـا
وطبعا يعترينا الفــضـول كيف أن رجال قومها اتبعوها رغــما عن كونها إمرأة
وتزول الدهــشة عندما نقــرأوصفا لها لدى الكاتبة "زينب الهامـلي على أنها
(كانت من النساء العاقلات الحكــيمات ذوات الفصاحة والبلاغة حتى أنها قادت أكابر قومها إلى رأيها وتحت طاعتها وركبت الى العرب في عـساكر جرارة )
إذن سجاح ليست إلا مثالا تاريخيا آخـر على العجائب التي تفعـلـها الفـصاحة والبلاغة في نفـوس الجماهـير
فالتاريخ العـربي والأسلامي والغـربي وغـيره ....زاخر بالخطباء المفـوهـين والمتحدثين البارعـين الذين غـيروا وجهة التاريخ وخـلدوا أسمائهم بعـباراتهم الرنانة التي كانت ولازالت لها مفعول سحـري يدخل النفــوس ويختصر تجاربهم وحكمهم وأمجـادهـم في كـلمات قلـيلة ....
التأثير في الناس بالكـلمات والثقافة والعلم وصياغـتها في طريقة تشد السامعين
هي من الملكات التي لايملكها كثيرون وهي في سير العظماء والقادة الصفة الغالبة
أكبر مثال لنا نبينا صلى الله عليه وسلم رمـز في الفصاحة والبلاغة
وفي القـرآن الكريم قوله تعالى على لسان موسى "وأخي هارون هـو أفـصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكـذبون "
وقوله تعـالى عن داود علـيه السلام"وآتيناه الحكمة وفـصل الخطاب"
وقد قــيل "سواء رضينا أم أبينا فإن الذين يحسنون الحديث أمام الناس يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء وأن لديهم مهارات قــيادية متميزة عن غيرهم "
ولعل الحجاج هو أول مثال يظهر لنا عـندما نتحدث عن البلاغة والفصاحة وتأثيرها في نفـوس الخلق
وخطبته الشهيرة عـندما تولى ولاية العراق والتي بثت الرعب في قلوب أهل العراق لازالت معلما في قــوة الكلمات وسحرها
هتلر كما جاء في وصفه "كان خطيبا مفوها ذا جاذبية وحضور شخصي قويين "
تشرشل والذي خلــد بلقب أعظم الشخصيات البريطانيـة أيضا وصف "بأنه مــؤلف وخطيب مفوه .."
وفي حياتــنا دوما مانجد الأشخاص الذين يجيدون التحدث أكثر قــدرة على جذب الإنتباه والإقناع "بغض النظر عن الفكر الذين يقـــدمونه "
وللأسف فإن الناس الذين يجيدون التحدث "بفــصاحة وبلاغة "أصبحو في إنحسار ...وعلى وشك الإنقــراض ....
وإنه لتطالعنا نماذج مؤلمة لأشخاص تافهين لايقــدمون ولايؤخرون "ولايركبون كلمتين على بعض " ويتحدثون فيما لايفــقـــهـون
يقدمـــون على أنهم أيقـــونات وقــدوات وأمثلــة يحتذى بها ....
لدينا أزمة حقــيــقــية في الأولويات التي تصنع القــادة والسادة
ليس بالمال ولا بالجــاه ولا بالفن الهابط ولا بالتقـلــيد الأعمى
الأصل هــــو العودة إلى الجذور واكتشاف الأهم
الذي يصنــع من الإنسان "عــــــــظــــــــيـــــما "
• يقول دوسكـو درومنــد "لو قـــدر لي أن أفقــد كل مواهبي وملكاتي وان لي إختيار في أن أحتفظ بواحدة فــقــــط
فلن أتردد أن تكون هــــذه هــي القـــدرة على التحدث لأنني من خلالها سأستــطيع أن أستعيـد البقـــية بسرعة "